مار أوسطاتيوس البطريرك الأنطاكيّ والمعترف

يحتفل به  في  21  شباط

ولد اوسطاطيوس في مدينة سيدا بمفيليه في اواسط القرن الثالث. واشتهر بالعلم والقداسة ورق ي الى اسقفية حلب ف دبرها بكل غيرة رسولية. ولمَّا توفي يولينوس بطريرك انطاكيه، انتخب اوسطاطيوس خلفا له عام 324 . وما تسن م الكرسي البطريركي، حتى لمع بمَا فيه من فضيلة وعلم غزير. وقد شغل مقاما في المجمع النيقاوي المسكوني الاول المنعقد سنة 325 . وهو الذي افتتحه بخطاب رائع شكر فيه قسطنطين الكبير على مساعيه الجليلة في سبيل الكنيسة. ودافع دفاع الابطال عن الايمان الكاثوليكي متصديا لاريوس ومبينا بالبراهين والحجج الراهنة فساد بدعته. 

ثم عاد وانصرف الى الاهتمام في شؤون الابرشية وأنعش روح المحبة بين الجميع، حاميا رعيته من ذئاب البدعة الاريوسية وتعاليمها الفاسدة. لذلك ثار عليه الاساقفة الاريوسيون فحاكموا حوله جميع حبائل الكذب والافتراء وق رروا ح طه عن كرسيه. فاعترضهم الاساقفة الكاثوليك فلم يعبأوا بهم. 

بل سبقوا واخبروا الملك قسطنطين بمَا كان وزادوا على سكاياتهم بان اوسطاطيوس يميل الى هرطقة سابيلوس. فأمر الملك بإبعاده. وما درى الشعب الموالي للقديس بذلك الحكم الجائر، حتى هاج وكادت تحدث ثورة في المدينة، لو لم يتداركها البطريرك بتهدئة الخواطر والاستسلام لمشيئة الله. وسار الى منفاه في مدينة فيلبي حيث انعكف على التأمل والصلاة وتأليف الكتب وتدبيج
القي مة ضد البدعة الاريوسية.


قضى هذا البطريرك القديس في منفاه صابراً وغافراً لاعدائه، سنة 337 . غير أ ن الله تعالى لا يبطئ حتى ينتقم لاصفيائه فان افسافيوس اسقف مكدونيه وزميله اسقف قيصرية اللذين سعيا بنفيه قد ذاقا هما أيضا مرارة المنفى وعوقبا باثمهما. صلاة هذا القديس تكون معنا. آمين!