الثلاثاء من الاسبوع الثاني بعد الدنح

إنجيل القدّيس لوقا 11-1:5


فيمَا كانَ الجَمْعُ مُزْدَحِمًا على يَسُوعَ يُصْغِي إِلى كَلِمَةِ الله، وكَانَ يَسُوعُ واقِفًا على شَاطِئِ بُحَيْرَةِ جِنَّاشَر، رأَى سَفِينَتَيْنِ راسِيَتَيْنِ عِنْدَ الشَّاطِئ، وقَدْ نَزَلَ مِنْهُمَا الصَّيَّادُونَ يَغْسِلُونَ الشِّبَاك. فَصَعِدَ إِلى إِحْدَى السَّفينَتَيْن، وكَانَتْ لِسِمْعَان، وسَأَلَهُ أَنْ يَبتَعِدَ قَليلاً عَنِ البَرّ، ثُمَّ جَلَسَ يُعَلِّمُ الجُمُوعَ مِنَ السَّفِينَة. ولَمَّا فَرَغَ مِنَ الكَلام، قالَ لِسِمْعَان: «إِبْتَعِدْ إِلى العُمْق، وأَلْقُوا شِباكَكُم لِلصَّيْد». فأَجَابَ سِمْعَانُ وقَالَ لَهُ: «يا مُعَلِّم، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهَ ولَمْ نُصِبْ شَيْئًا! وَلكِنْ لأَجْلِ كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشِّبَاك». ولَمَّا فَعَلُوا ذلِكَ ضَبَطُوا سَمَكًا كَثيرًا جِدًّا، وأَخَذَتْ شِبَاكُهُم تَتَمَزَّق. فأَشَارُوا إِلى شُرَكائِهِم في السَّفِينَةِ الأُخْرَى، لِيَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُم. فَأَتَوا وَمَلأُوا السَّفينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا تَغْرَقَان. وَرأَى ذلِكَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ فٱرْتَمَى عِنْدَ رُكْبَتَي يَسُوعَ قائِلاً: «تبَاعَدْ عَنِّي، يا رَبّ، فَإنِّي رَجُلٌ خَاطِئ!»؛ لانَّ الذُّهُولَ كانَ ٱعْتَرَاهُ هُوَ وجَمِيعَ مَنْ مَعَهُ، لِمَا أَصَابُوهُ مِنْ صَيْدِ السَّمَك. وهكذَا كانَ لِيَعْقُوبَ ويُوحَنَّا ٱبنَي زَبَدَى، اللَّذَينِ كانَا شَريكَيْنِ لِسِمْعَان. فقَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَان: «لا تَخَفْ! مِنَ الآنَ تَكُونُ صَيَّادًا لِلنَّاس». ولَمَّا عَادُوا بِالسَّفينَةِ إِلى البَرّ، تَرَكُوا كُلَّ شَيء، وتَبِعُوا يَسُوع.

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 24-12:1


يا إخوَتي، إِنَّ فَخْرَنَا هوَ شَهَادَةُ ضَمِيرِنَا بِأَنَّنَا تَصَرَّفْنَا في العَالَم، وخُصُوصًا عِنْدَكُم، بِبَسَاطَةِ ٱللهِ وَصِدْقِهِ، لا بِحِكْمَةٍ بَشَرِيَّةٍ بَلْ بِنِعْمَةٍ مِنَ ٱلله. فَنَحْنُ لا نَكْتُبُ إِلَيْكُم بِشَيءٍ آخَرَ سِوَى مَا تَقْرَأُونَ وتَفْهَمُون، وآمَلُ أَنْ تَفْهَمُوا فَهْمًا كَامِلاً مَا لَمْ تَفْهَمُوهُ إِلاَّ قَلِيلاً، وهوَ أَنَّنَا فَخْرُكُم كَمَا أَنَّكُم فَخْرُنَا، في يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوع. وأَنَا بِهذِهِ الثِّقَةِ كُنْتُ عَازِمًا أَنْ آتِيَ إِلَيْكُم أَوَّلاً، لِكَيْ يَكُونَ لَكُم نِعْمَةٌ جَدِيدَة، ثُمَّ أَعْبُرَ مِنْ عِنْدِكُم إِلى مَقْدُونِيَة، وأَعُودَ مِنْ مَقْدُونِيَةَ إِلَيْكُم، فَتُشَيِّعُونِي إِلى اليَهُودِيَّة. إِذًا، إِنْ كُنْتُ قَدْ عَزَمْتُ عَلى ذلِك، فَهَلْ أَكُونُ قَدْ تَصَرَّفْتُ بِخِفَّة؟ أَمْ أَكُونُ قَدْ فَعَلْتُ ذلِكَ وَفْقًا لِمَنْطِقٍ بَشَرِيّ؟ فَيَكُونَ عِنْدِي نَعَمْ ولا في آنٍ وَاحِد! أَمِينٌ هُوَ ٱلله! فإِنَّ كَلامَنَا إِلَيْكُم لَمْ يَكُنْ نَعَمْ وَلا! لانَّ ٱبْنَ ٱللهِ يَسُوعَ المَسِيحَ الَّذي بَشَّرْنَا بِهِ بَيْنَكُم، أَنَا وَسِلْوَانُسُ وطِيمُوتَاوُس، لَمْ يَكُنْ نَعَمْ وَلا، بَلْ كَانَ كُلُّ شَيءٍ فِيهِ نَعَم! فَجَمِيعُ وُعُودِ ٱللهِ كَانَتْ فِيهِ نَعَم! لِذلِكَ بِهِ أَيْضًا نَقُولُ لله: آمِين! لِمَجْدِ ٱلله. ولكِنَّ ٱللهَ هُوَ الَّذي يُثَبِّتُنَا وإِيَّاكُم في المَسِيح، وهُوَ الَّذي مَسَحَنَا وخَتَمَنَا، وجَعَلَ عُرْبُونَ الرُّوحِ في قُلُوبِنَا. وأَنَا أُشْهِدُ ٱللهَ عَلى نَفْسِي أَنِّي، مُرَاعَاةً لِشُعُورِكُم، لَمْ آتِ إِلى قُورِنْتُس؛ فَنَحْنُ لا نُرِيدُ التَّسَلُّطَ عَلى إِيْمَانِكُم، بَلْ نَحْنُ نَعْمَلُ مَعَكُم مِنْ أَجْلِ فَرَحِكُم، لأَنَّكُم بِالإِيْمَانِ ثَابِتُون.