ثلاثاء الأسبوع السادس من زمن العنصرة
إنجيل ثلاثاء الأسبوع السادس من زمن العنصرة - متى 15 /10-20
ودَعَا يَسُوعُ الـجَمْعَ وقَالَ لَهُم: "إِسْمَعُوا وافْهَمُوا: لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَان، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الفَمِ هُوَ مَا يُنَجِّسُ الإِنْسَان". حينَئِذٍ دَنَا مِنْهُ التَّلاميذُ وقَالُوا لَهُ: "أَتَعْلَمُ أَنَّ الفَرِّيسيِّينَ تَشَكَّكُوا حِيْنَ سَمِعُوا هـذَا الكَلام؟". فَأَجَابَ وقَال: "كُلُّ غَرْسَةٍ لَمْ يَغرِسْهَا أَبي السَّماوِيُّ تُقلَع. دَعُوهُم! إِنَّهُم عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَان. وإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلاهُمَا يَسْقُطَانِ في حُفْرَة". فَأَجَابَ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: "فَسِّرْ لَنَا هـذَا الـمَثَل". فقَال: "وهَلْ أَنْتُم أَيْضًا إِلى الآنَ لا تَفْهَمُون؟ أَلا تُدْرِكُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الفَمَ يَنْزِلُ إِلى الـجَوف، ثُمَّ يُدْفَعُ إِلى الـخَلاء؟ أَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الفَمِ فَمِنَ القَلْبِ يَصْدُر، وهُوَ مَا يُنَجِّسُ الإِنْسَان. فَمِنَ القَلْبِ تَصْدُرُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَة، والقَتْلُ، والزِّنَى، والفُجُور، والسَّرِقَة، وشَهَادَةُ الزُّور، والتَّجْدِيف. تِلْكَ هِيَ الأُمُورُ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَان. أَمَّا الأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلا يُنَجِّسُ الإِنْسَان".
رسالة ثلاثاء الأسبوع السادس من زمن العنصرة - رسل 12 /12-24
ولَمَّا عَرَفَ الـمَكَان، ذَهَبَ إِلى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الـمُلَقَّبِ بِمَرْقُس. وكانَ كَثيرُونَ هُناكَ مُجتَمِعِينَ يُصَلُّون. ولَمَّا قَرَعَ البابَ الـخَارِجيّ، أَقبَلَتْ جارِيَةٌ اسْمُهَا رُودِي تَتَسَمَّع. وعَرَفَتْ صَوتَ بُطرُسَ فلَمْ تفْتَحِ البَابَ مِن فَرَحِها، بلْ أَسْرَعَتْ إِلى الدَّاخِلِ وأَخْبَرَتْ أَنَّ بُطرُسَ واقِفٌ على الباب. فقالُوا لَها: "مَجْنُونَةٌ أَنْتِ!". أَمَّا هيَ فأَصَرَّتْ تُؤَكِّدُ أَنَّ الأَمْرَ كَذـلِكَ. فقالُوا: "إِنَّهُ مَلاكُهُ!". وكانَ بُطرُسُ لا يَزالُ يَقْرَع، ففَتَحُوا لَهُ، ورأَوْهُ فَدَهِشُوا. فأَشارَ إِلَيهِم بِيَدِهِ لِيَسْكُتُوا، وحَدَّثَهُم كَيْفَ أَخْرَجَهُ الرَّبُّ مِنَ السِّجْن. وقال: "أَخْبِرُوا يَعقُوبَ والإِخوَةَ بِهـذَا". ثُمَّ خَرَجَ وذَهَبَ إِلى مَوضِعٍ آخَر. ولَمَّا أَقْبَلَ النَّهَار، حَدَثَتْ بَلْبَلَةٌ كبيرَةٌ بَيْنَ الـجُنُود : "تُرَى ماذا جَرى لِبُطرُس؟". أَمَّا هِيرُودُس، فلَمَّا طَلَبَهُ ولَمْ يَجِدْهُ، اسْتَجْوَبَ الـحُرَّاسَ وأَمَرَ أَنْ يُسَاقُوا إِلى العَذاب. ثُمَّ نَزَلَ مِنَ اليَهُودِيَّةِ إِلى قَيصَرِيَّة، وأَقَامَ فيها. وكانَ هِيرُودُسُ ناقِمًا عَلى أَهْلِ صُورَ وصَيدا، فمَثُلُوا مَعًا بَيْنَ يَدَيْه، واسْتَمَالُوا بْلاسْتُسَ حَاجِبَ الـمَلِك، والْتَمَسُوا السَّلام؛ لأَنَّ بِلادَهُم كَانَتْ تتَمَوَّنُ مِنْ بِلادِ الـمَلِك. وفي اليَومِ الـمُعَيَّن، لَبِسَ هِيرُودُسُ الـحُلَّةَ الـمَلَكِيَّة، وجَلَسَ على الـمِنْبَرِ يَخطُبُ فيهِم. وكانَ الشَّعْبُ يَهْتِف: "صَوتُ إِلـهٍ هـذَا، لا صَوتُ إِنسَان!". فَضَرَبَهُ فَجْأَةً مَلاكُ الرَّبّ، لأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ الـمَجْدَ لله. والتَهَمَهُ الدُّودُ فَمَات. أَمَّا كلِمَةُ اللهِ فَكَانَتْ تَنْمُو وتَكْثُر.