الاب عبده ابو خليل
كاهن الرعية
أخواتي وإخوتي، بنات وأبناء رعيّة مار منصور النقاش - الضبيه
لقد أطلّ علينا في أوّل أيلول 2020 اليوبيل المئويّ لتأسيس دولة لبنان
الكبير ووطنُنا يعيشُ في تَمَخض وألمٍ كبيريْن، ضيقٍ إقتصاديٍّ
وصحّيٍّ، ضبابيّةٍ في الرؤية السياسيّة والوطنيّة، وشبيبةٌ تترك البلدَ رغماً عنها لتبنيَ مستقبلها
بعيدةً عن الأهل والأرضِ والتقاليد،
وفي 3 تشرين الأوّل المقبل، نحن أبناءُ رعيّة مارمنصور النقاش-الضبيه،
تُطِّل علينا السنةَ اليوبيليّةَ الذهبيّة، لذكرى بناءِ الكنيسةِ وتأسيسِ الرعيّةِ
بكلِّ مكوّناتِها وحقوقِها، والتّابعةِ آنذاك لأبرشيّةِ صربا المارونيّة (3 تشرين
الأوّل 1971)، والتي صارت تشكّل سوراً ودِرعاً كآخِرِ رعيّةٍ في المتنِ الساحليّ،
والتّابعةِ اليومَ للأبرشيّةِ البطريركيةِ المارونيّةِ - نيابة صربا، والتي يرعاها
حاليًّا المطران بولس روحانا السّامي الاحترام، فتسعى رعيّتُنا أن تسيرَ على خطى بركتِه ورؤيتِه الكنسيّة،
ولقد اخترنا شعارًا السّنة
الماضية خلال زيارته الرعويّة في نيسان
2019، ينسجمُ مع تطلّعاته للأبرشيّة خلال السَّنوات الخَمس المقبلة. شعارنا سيمتدّ أيضاً خلال السنة
اليوبيليّة القادمة من 3 تشرين الأوّل 2020 إلى 3 تشرين الأوّل 2021، وهو:
هذا الشعار يذكّرنا أنّه بالرغم من كلّ ما يعيشه وطنُنا من ظلمةٍ وفسادٍ
وألمٍ وخوفٍ من المستقبل، نحن مع وبالمسيح وبشفاعةِ مار منصور، صاحبِ العيدِ وشفيعِ
رعيَّتِنا، نؤمن ببذور الحياة الجديدة وننتظر برجاءٍ افتداءَ حالتِنا، ونتحدّى
الشرَّ الّذي فينا والصّعوباتِ واليأسِ مِن حولنا. هذه الولادةُ الجديدةُ تتمّ من
خلال:
أوّلاً:
كلمة الرّبّ
يسوع الّتي هي قوّةٌ ونورٌ ونستمّد منها الدَّرب إلى الحريّة والقيامة لكلِّ فردٍ
منّا، لجماعاتِنا الرعويّةِ والكنسيّةِ وستكون محورَ كلِّ حدثٍ واحتفالٍ ولقاء.
ثانياً:
من محبَّتِنا
للوطن والتزامِنا في عيشِ القِيَمِ الإنجيليّةِ وخدمةِ الخيرِ العامّ ولو كَلّفَنا
ذلك غالياً، فهي قضيّةٌ مقدسّةٌ نتكرّسُ لعيشِها لكي يولدَ لبنانُ الجديد،
ثالثاً وأخيراً:
من خلالِ خدمتِنا
للفقيرِ والأضعفِ وهذا من واجبِنا المقدّس، فالخدمةُ هي فرحةُ رسالتِنا وثمارُ
إلتزامِنا. وعندما نقولُ الأضعفَ، نعني كلَّ أختٍ وأخٍ يسكنُ مساحةَ رعيّتِنا ويحتاجُ
إلى تضامنِنا وإلى شراكتِنا؛ منهم المرضى والمسنّين، العائلات الأكثر فقراً والأشخاص
المصابين بجروحاتٍ وإعاقة، الحزانى والمنعزلين، الأباعد عن الإيمان وعن الكنيسة،
الضائعين في البدع والمخدّرات والتيّارات الملحدة. كلُّهم من عائلتِنا الرّعويّة
وجميعُهم مكانُهم الطّبيعي بيننا؛ فالجماعات الكنسيّة كلّها وُجِدَت لتطالَهُم
وتعتني بهم وتُخفّف مِن آلامهم
وتَجِذبُهم إلى قلب الربّ،
"الفقراء أسيادُنا ومعلّمينا"، كما يقول مار منصور،
بمشاركتهم يجدّدون حياة الكنيسة ويجعلوننا نعيش الأُخوَّة والإنجيل.
هذه السنة اليوبيليّة نريدها أن تكون،
معاً، حول المسيح، سنحيا دعوتَنا الإنسانيّة الإيمانيّة، بروح المحبّة
والوعي، مبتعدين عن روح الفرديّة والتّبعيّة والتزلّم، واضعين كلَّ قدراتِنا لبناء
الإنسان الباطنيّ فينا، الّذي يشبهُ المسيح كما يقول القديس بولس، وهذا الإنسان
الداخليّ نريده أن ينعكس على مجتمعنا ووطننا حياةَ أُخُوَّة أصيلة، نكون فيها
مسيحيّين حقيقيّين ومواطنين صالحين.
نخصّ بالذكر:
وهذا الموقعُ هو منبرٌ يوصلُ إلى بيوتِكم
أخبارَ وأحداثَ الرّعيّةِ بشموليَّتِها وأخبارَ الكنيسة، كما نرجو أن يحملَ أيضاً
صوتَكم وحاجاتِكم وتطلعّاتِكم الّتي نتشاركُ بها كأبناءِ رعيّةٍ واحدة. كذلك يمكنُكُم
من خلالِه متابعةَ كلِّ جديدٍ على مُختَلَفِ وسائلَ التّواصلِ المربوطةِ بِهِ Instagram, YouTube, Facebook
أخيراً نضعُ هذه السَّنةَ اليوبيليّةَ بين يديِّ الرَّبّ، ليجعلَها سنةَ
فرحٍ ورضىً وتجدُّدٍ لجميعِ مؤمني الرعيّةِ والكنيسةِ والوطن، لهُ المجدُ إلى الأبَدِ آمين.