كلمة كاهن الرعية 
كلمة خادم رعيّة مار منصور، عشيّة عيد مار منصور وبمناسبة إفتتاح السنة اليوبيليّة الذهبيّة للرعيّة وإطلاق الموقع الإكلتروني الجديد Website (26 أيلول 2020 )

الاب  عبده ابو خليل
كاهن الرعية

أخواتي وإخوتي، بنات وأبناء رعيّة مار منصور النقاش - الضبيه

 نعمة وسلام الرّبّ يسوع في قلوبكم وفي بيوتكم جميعاً،

لقد أطلّ علينا في أوّل أيلول 2020 اليوبيل المئويّ لتأسيس دولة لبنان الكبير ووطنُنا يعيشُ في تَمَخض وألمٍ كبيريْن، ضيقٍ إقتصاديٍّ وصحّيٍّ، ضبابيّةٍ في الرؤية السياسيّة والوطنيّة، وشبيبةٌ تترك البلدَ رغماً عنها لتبنيَ مستقبلها بعيدةً عن الأهل والأرضِ والتقاليد،

وفي 3 تشرين الأوّل المقبل، نحن أبناءُ رعيّة مارمنصور النقاش-الضبيه، تُطِّل علينا السنةَ اليوبيليّةَ الذهبيّة، لذكرى بناءِ الكنيسةِ وتأسيسِ الرعيّةِ بكلِّ مكوّناتِها وحقوقِها، والتّابعةِ آنذاك لأبرشيّةِ صربا المارونيّة (3 تشرين الأوّل 1971)، والتي صارت تشكّل سوراً ودِرعاً كآخِرِ رعيّةٍ في المتنِ الساحليّ، والتّابعةِ اليومَ للأبرشيّةِ البطريركيةِ المارونيّةِ - نيابة صربا، والتي يرعاها حاليًّا المطران بولس روحانا السّامي الاحترام، فتسعى رعيّتُنا أن تسيرَ على خطى بركتِه ورؤيتِه الكنسيّة، ولقد اخترنا شعارًا السّنة الماضية خلال زيارته الرعويّة  في نيسان 2019، ينسجمُ مع تطلّعاته للأبرشيّة خلال السَّنوات الخَمس المقبلة. شعارنا سيمتدّ أيضاً خلال السنة اليوبيليّة القادمة من 3 تشرين الأوّل 2020 إلى 3 تشرين الأوّل 2021، وهو:

"حول المسيح، نتعمّق بالكلمة، 
نبني فينا مواطنيّة جديدة ونخدم الفقير"

هذا الشعار يذكّرنا أنّه بالرغم من كلّ ما يعيشه وطنُنا من ظلمةٍ وفسادٍ وألمٍ وخوفٍ من المستقبل، نحن مع وبالمسيح وبشفاعةِ مار منصور، صاحبِ العيدِ وشفيعِ رعيَّتِنا، نؤمن ببذور الحياة الجديدة وننتظر برجاءٍ افتداءَ حالتِنا، ونتحدّى الشرَّ الّذي فينا والصّعوباتِ واليأسِ مِن حولنا. هذه الولادةُ الجديدةُ تتمّ من خلال:

أوّلاً: 

كلمة الرّبّ يسوع الّتي هي قوّةٌ ونورٌ ونستمّد منها الدَّرب إلى الحريّة والقيامة لكلِّ فردٍ منّا، لجماعاتِنا الرعويّةِ والكنسيّةِ وستكون محورَ كلِّ حدثٍ واحتفالٍ ولقاء.

ثانياً: 

من محبَّتِنا للوطن والتزامِنا في عيشِ القِيَمِ الإنجيليّةِ وخدمةِ الخيرِ العامّ ولو كَلّفَنا ذلك غالياً، فهي قضيّةٌ مقدسّةٌ نتكرّسُ لعيشِها لكي يولدَ لبنانُ الجديد،

ثالثاً وأخيراً: 

من خلالِ خدمتِنا للفقيرِ والأضعفِ وهذا من واجبِنا المقدّس، فالخدمةُ هي فرحةُ رسالتِنا وثمارُ إلتزامِنا. وعندما نقولُ الأضعفَ، نعني كلَّ أختٍ وأخٍ يسكنُ مساحةَ رعيّتِنا ويحتاجُ إلى تضامنِنا وإلى شراكتِنا؛ منهم المرضى والمسنّين، العائلات الأكثر فقراً والأشخاص المصابين بجروحاتٍ وإعاقة، الحزانى والمنعزلين، الأباعد عن الإيمان وعن الكنيسة، الضائعين في البدع والمخدّرات والتيّارات الملحدة. كلُّهم من عائلتِنا الرّعويّة وجميعُهم مكانُهم الطّبيعي بيننا؛ فالجماعات الكنسيّة كلّها وُجِدَت لتطالَهُم وتعتني بهم وتُخفّف مِن آلامهم وتَجِذبُهم إلى قلب الربّ،

"الفقراء أسيادُنا ومعلّمينا"، كما يقول مار منصور، بمشاركتهم يجدّدون حياة الكنيسة ويجعلوننا نعيش الأُخوَّة والإنجيل.


هذه السنة اليوبيليّة نريدها أن تكون،

  •  سنةَ عودةٍ للجذور؛ لقد كُوِّنت الرعيّة لأنّ عائلات متعدّدة أتت وسكنتها وأرادت أن تتحلّق حول المسيح الحيّ وتتغذّى من كلمة أسراره، أراد المثلّث الرّحمات الخورأسقف يوحنا طعمه بناء كنيسةِ حجرٍ سنة 1970، لتتكوّنَ فيما بعد فيها وحولَها كنيسةُ البشر، أي الرعيّة، وتعيش مسيرةَ الإيمان الجماعيّة، من جرن المعموديّة إلى لحظةِ العبور إلى الحياة الأبديّة.
  • كما نُريدُ أن تكون الرعيّةُ عائلةَ العائلات! بكلّ مكوّناتها وتنوّعها، من إكليرس وعلمانيّين، كبارٍ وصغارٍ، منفتحةً على جميعِ المواهبِ والثقافاتِ والتنوّعات، تعيشُ وِحدةً منسجمةً بكلّ فروعها:
  • فبعدَ اليومِ لا إقصاءَ لأحدٍ ، لا خنادقَ ولا انقساماتٍ، "لا لأبّولسَ ولا لبولسَ" لأنّنا جميعُنا للمسيحِ وحدَه، وكُلُّنا إخوةٌ والكنيسةُ تحتاج لطاقاتِ وقدراتِ الجميع.
  • لا للتصنّعِ وإضاعةِ الوقتِ في المظاهرِ والقشورِ، بل مع روحانيّةِ مار منصور، نتعمّق في الجوهر، نقبل الآخَرَ كما هو ولا نخافُ من بعضنا البعض.
  • لا للتدخُّلات السياسيّة أو العائليّة أو الحزبيّة في حياةِ الرّعيّة، لأنّ الكنيسة هي أمُّ الجميع، قضيَّتُها الإنسان، هويَّتها المحبّة ودستورُها الإنجيل، مهما كانت انتماءاتُ الأشخاص، كلُّ إنسانٍ يجب أن يجدَ فيها الهدوءَ والحقَّ والحبّ.
  •  لا لإلغاءِ التقاليدِ والذّهابِ إلى المجهولِ الجديد، ولا لروح التزمُّتِ والأصوليّةِ العمياء، بل كلُّنا مع المحافظةِ على التّراثِ الجميلِ والمفيدِ من إرثِ الخمسينَ سنة، وأيضاً مع التجدّدِ الضروريّ وعيشِ الرؤيةِ المعاصرةِ لكنيسةِ اليومِ وحاجاتِ العصر.
  •  نريدُها أن تكونَ رعيّةً تحملُ ثقافةَ الإنجيلِ وتعليمِ الكنيسة، تتجدّد دوماً بالمفاهيمِ والأنظمةِ والوسائلِ، منفتحةً على رسالةِ النّيابةِ البطريركيّةِ ومندمجةً ببرنامجِها تحتَ رعاية وتوجيهاتِ الأسقف، جماعاتُها الرعويّة تحملُ باستمرارٍ قِيَمًا مشتركة، تتجدّد دوماً بمسؤوليها وأعضائها وبرسالتها المتعدّدة الأوجه والتي تطال مختلف حاجات الرعيّة وواقعٍها.

 

معاً، حول المسيح، سنحيا دعوتَنا الإنسانيّة الإيمانيّة، بروح المحبّة والوعي، مبتعدين عن روح الفرديّة والتّبعيّة والتزلّم، واضعين كلَّ قدراتِنا لبناء الإنسان الباطنيّ فينا، الّذي يشبهُ المسيح كما يقول القديس بولس، وهذا الإنسان الداخليّ نريده أن ينعكس على مجتمعنا ووطننا حياةَ أُخُوَّة أصيلة، نكون فيها مسيحيّين حقيقيّين ومواطنين صالحين.


أخيراً، لا يَسَعُنا إلاّ أن نكون عارفي الجميل لكلّ من زرعَ وسقى واعتنى، لكي تصلَ الرعيّةُ إلى ما حققَّته منذ خمسين سنة وحتى اليوم؛

نخصّ بالذكر:

  •  المرحوم الخورأسقف يوحنا طعمه وعائلة طعمه، الذين بَنَوا الكنيسة ولم يوفّروا أي مساعدةٍ كي تنشأَ الرعيّةُ وتستمّر،
  • نشكرُ الرهبنةَ الأنطونيّةَ وكلَّ الآباء الذين تعاقبوا على خدمة الرعيّةِ منذ تأسيسِها حتى سنة 1995.
  • وكذلك نشكر نيابةَ صربا البطريركيّة بشخصِ الأساقفةِ الذين تَوالَوا الرِّعايةَ منذ سنة 1971 حتى اليوم، والّذين لم يوّفروا جُهداً كي يجعلوا هذه الرعيّةَ نموذجيّةً منخرطةً بالعمقِ في مسيرةِ النيابة، وجميع الكهنة الأبرشيّين والشّمامسةِ الذين تَتابعوا على خدمةِ الرّعيّة منذ سنة 1995 حتى اليوم،
  • كما نشكرُ جميعَ أعضاءِ لجانِ الأوقافِ المتعاقبةِ وسَهرِهم على مقدَّرات الرّعيّةِ وتأمينِ جميعِ حاجاتِها، كذلكَ الراهباتِ الفرنسيسكانيّات، أخواتِنا "مْحَبّة وكاملة وليليان" وجميعَ مسؤولي الجماعاتِ والفرقِ الروحيّةِ والكشفيّةِ وأعضاءِ اللِّجان من لَجنةِ الشؤونِ الاجتماعيّةِ ولجنةِ القربانةِ الأولى، ولجنةِ مناولةِ المرضى والجوقاتِ وعائلاتِ "قلب يسوع"، والأخويّةِ والجماعاتِ العائليةِ وجماعةِ "كبارنا" وجماعةِ "أنا عطشان" وفرقِ الحركة الرسوليّة المريميّة وجماعةِ "إيمان ونور"، جميعُهم بذلُوا جهوداً حثيثةً وما زالوا يرافِقون جماعاتِهم بروحِ الإنجيلِ لكي يصبحَ كلُّ فردٍ تلميذاً رسولاً للمسيح.
  • ولن ننسى الأياديَ البيضاءَ والمحسنين الذين يَسخَوْن بالعطاءِ على رعيّتِنا ويتكافَلون مع المحتاجِ متى دَعَتِ الحاجة.
  • لا بدّ أن نخصَّ بالذِّكرِ والشُّكرِ رؤساءَ وأعضاءَ المجلسيْ البلدي في أنطلياس وفي الضبيّه، والمخاتيرَ الكرام، على التعاونِ والدَّعمِ الدّائمينِ في خدمةِ الرعيّة.
  • ونتقدّمُ بالشُّكرِ العميقِ من المؤسّساتِ التي تُوَفِّرُ للكنيسة كلَّ دعمٍ واستشارةٍ وخدمة، أذكر منها جيرانَ الكنيسة: مستشفى "العين والأذن" ومحطّةَ الـ MTV وشركةَ ERGA Group، وجميعَ القوى الامنيّةِ والعسكريّةِ الساهرةِ على أمنِ الرّعيّة، وكافَّةِ المؤسّساتِ الغذائيّةِ والصّيانةِ وغيرها...
  • وأخيراً أتقدّم بشكرٍ خاصٍّ لأخي الخوري "وسام نصّار" والشمّاس "بسّام عقيقي" والشّدياق "جوزف نجيم"َ ولكلِّ أعضاءِ فريقِ العملِ الإداريِّ والخدماتي على جهوزيّتِهم وتعاونِهم والتزامِهم الثّابت في خدمةِ الرّعيّة، وأشكُرُ كُلَّ مَن نظّمَ وشاركَ في التّحضيراتِ لبرنامجِ عيدِ مار منصور، والمجلسِ الرّعويِّ واللّجنةِ المُنبثِقَةِ منه لتحضيرِ برنامجِ السّنةِ اليوبيليّةِ الذّهبيّةِ القادِمة، وخُصوصاً لجنةَ "الإعلانِ والإعلامِ" الّتي صمَّمتْ شِعارَ اليوبيلِ الخمسينيّ Logo وأعدَّتِ الموقعَ الإلكترونيَّ الجديدَ Website التّابعَ للرعيّةِ والمسؤولِ عنه السيّد "إيلي سليمان" والذي سيُطلَق هذه اللّيلةَ إحتفاءً بالذِّكرى www.paroissemarmansour.org))                                                        

وهذا الموقعُ هو منبرٌ يوصلُ إلى بيوتِكم أخبارَ وأحداثَ الرّعيّةِ بشموليَّتِها وأخبارَ الكنيسة، كما نرجو أن يحملَ أيضاً صوتَكم وحاجاتِكم وتطلعّاتِكم الّتي نتشاركُ بها كأبناءِ رعيّةٍ واحدة. كذلك يمكنُكُم من خلالِه متابعةَ كلِّ جديدٍ على مُختَلَفِ وسائلَ التّواصلِ المربوطةِ بِهِ Instagram, YouTube, Facebook  

أخيراً نضعُ هذه السَّنةَ اليوبيليّةَ بين يديِّ الرَّبّ، ليجعلَها سنةَ فرحٍ ورضىً وتجدُّدٍ لجميعِ مؤمني الرعيّةِ والكنيسةِ والوطن، لهُ المجدُ إلى الأبَدِ آمين.